لم تستطع السيوف والدماء أن تنسي القائد
(رغم كل مسئوليات ومشقة الحرب بما تحمله من هموم) الاهتمام بحبيبته
فعن أنس قال: “...خرجنا إلى المدينة (قادمين من خيبر)
فرأيت النبي يجلس عند بعيره
فيضع ركبته وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب” (رواه البخاري)
فلم يخجل الرسول – صلى الله عليه وسلم- من أن يرى جنوده هذا المشهد
ومما يخجل أو ليست بحبيبته ؟!
***
وعندما تتخافت الأصوات عند ذكر أسماء نسائهم
نجد رسولنا الكريم يجاهر بحبه لزوجاته أمام الجميع
فعن عمرو بن العاص أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم) أي الناس أحب إليك
قال: عائشة
فقلت من الرجال؟
قال: أبوها”. (رواه البخاري)
نحن نعلم كيف أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- كان يذكر اسم السيدة عائشة-رضي الله عنها-
أمام الملأ ولا يخجل من ذلك
ولم يكتفِ بذلك بل كان يقول:أحبّها
وضرب بعرض الحائط كلّ عيبٍ لايتعارض مع الشرع
***
وسار على ذلك الملك عبدالعزيز-رحمه الله-فكان يفتخر بأخته ويتباهى بها
ويقول:أنا أخو نوره
فهل في هذا عيبٌ أو حرج أو تعارض مع تعاليم ديينا؟
فنجد الرجل إلى يومنا هذا يخجل من ذكر اسم أمّه وأخته وزوجته
ويشير إليهم بقول :الأهل أو أم العيال وما شابه تلك الألفاظ
وحتى في الجوال .. تجده يحفظ اسم زوجته بــ أم العيال او الاهل
خوفاً من ان احد يقرا اسماءهم وينحط في موقف محرج
وكذلك اصبح الاولاد الصغار عندما تتحدث إليه انت ابن فلانه
فقد تجده يعصب وينظر اليك بحد
نظرا لما تربى عليه من ابوه .. اخوه .. عمه
وقد تكون هناك أسباب لبعض الشباب والرجال من عدم ذكره أسماء أخواته أو زوجاتهم
ولكن مازلنا لليوم .. نتعامل مع المرأة أنّها عارٌ يخجل من ذكر اسمها أمام الملأ
هل هذا يدل على ضعف واضح في الشخصية
التي قد تكون تلقت تربية خاطئة حول هذا الجانب
ولم يساعدها المجتمع لتغيير تلك النظرة المشوهة
وهل المسألة هنا لها علاقة بالإقلال بالقيمة أو إهانة للكرامة
أو حتى الخجل من ذكر هذا الشيء
بقدر ما أنه شيء تم التعود عليه دون حتى الاقتناع به
هكذا هي مجتمعاتنا العربية
العادات والتقاليد البالية تتحكم في سلوكيات العديد من الأشخاص
فيكفي كنايةً وإشارة وتلميحا !!!